وبكى القلب
كانت وعد فتاة تبلغ من العمر عشرون عاما ،و في احد الأيام وهي خارجة للتسوق مع والدتها جذب انتباهها أن احد من الشبان كان يتبعها وظل يتبعها رغم محاولاته التي باءت بالفشل ، فركبت وعد السيارة مع والدتها بعد انتهائهم من التسوق .
وفي احد الأيام كانت وعد خارجة من بيتها ، وعند خروجها لاحظت وجود ذاك الشاب الذي تبعها في المجمع التجاري واقف على باب جارهم ولكنه لم يلاحظ وجود وعد ، فعلمت بعدها وعد أن هذا الشاب هو محمد ابن جارهم ، فتناست الحادثة مع مرور الأيام .
ولكن للصدفة نصيب أيضا عندما قررت وعد للذهاب للمجمع التجاري لتبضع ، ومن بين الجموع جميعها لفتة انتباه وعد وجود محمد أيضا اليوم في المجمع فلاحظ محمد نظرات وعد إليه وثواني تذكر محمد أنها هي نفسها تلك الفتاة ، فقرر أن لا يتركها اليوم تفلت منه فصار يتبعها هو وصديقه وعندها تجرأ محمد فقترب منها لترقيمها فتفاجأت به فنهالت عليه بالشتائم حتى وصل أن ذكرت على لسانها قالت :
ألا تستحي من فعلتك هذه خاف الله أترضي هذا لأختك ، ألا تستحي أن تغازل ابنه جارك . ( فتفاجأ محمد أن هذه الفتاة ابنة جارهم )
فتجمع بعض الشباب ليلقنوا محمد درسا لفعلته هذه والبعض وقف متفرج على هذا الحدث ، ولكن قبل أن تذهب وعد في طريقها نطق بلسانه انه سوف يردها لها والأيام آتية ، لم تكترث وعد لكلمات محمد ، ولكن محمد كان في غاية الحرج والفضيحة التي لحقت به أمام الناس ، فقرر أن يتبعها خلسة بسيارته ليعلم أي من الجيران هي ، وعند وصول وعد للبيت علم أنها ابنة جارهم الذي بجانبهم .
وفي احد الأيام وعندما كانت وعد تنتظر الحافلة لتقلها لكليتها فإذا بسيارة تقف أمامها فكان محمد فيها فتقدم بالاعتذار على ما حدث ذاك اليوم وعلى ما بدر منه فتقبلت وعد اعتذاره لقلبها الطيب المتسامح ولأنه ابن جارهم .
فصار محمد دائما ينتظر رجوعها من كليتها ، وفي احد الأيام بينما وهي خارجة من حافلتها فإذا بأحد الشبان يتحرش بها فإذا بمحمد يترجل من مكانه متقدم إلى ذاك الشاب لينهال عليه ضربا ولكن وعد طلبت منه أن يكف عن ضربه فترك محمد الشاب في حال سبيله ، فشكرت وعد محمد على فعلته النبيلة والتي جعلت محمد يكبر في عينيها هذه المرة ، فجاءت الأحداث واحدة تلو الأخرى التي جمعت محمد و وعد فكانت الأيام والأحداث كفيلة بوقوع وعد في حب محمد والتي جعلت وعد أن تتناسى ما حدث معها في أول مرة ولكنها أشادت بينها وبين نفسها انه يوم حظ كان لها لتتعرف على ذاك الشاب .
وعندما تدارك محمد شعور وعد اتجاهه بدأ هو في الإفصاح عما يجول في خاطره ففرحت وعد بها الخبر السعيد فأصبح محمد كل ما تعنيه هذه الحياة لها ، فكانت تتبادل النظرات كلما ذهبت وعادت من كليتها ، ولكن رغم كل هذا أصرت وعد أن يكون هذا الأمر سرا بينها وبين محمد وان لا تحدثه لأي احد كان، ولكن إذا كان محمد هو كل شيء في حياة وعد ، فكان لمحمد شيئا آخر بعيد كل البعد عن معنى الحب .
مرت الأيام فقررت عائلة محمد تزويج ابنها من وعد ابنة جارهم ولكن ليست الأحداث كما تظنون فكان الابن هذا ليس محمد بل أخيه الكبير ، فكانت الفرحة لمحمد عندما علم بذالك لأنه حان الوقت لكي يسترد حقه ، فكان محمد عندما اعترف لوعد بحبه كانت نيته الوحيدة هو الانتقام ، صحيح أن الأيام أنست وعد ذاك اليوم ولكن محمد لم ولن ينسى ما فعلت به والتي جعلت منه فضيحة لن ينساها ، فقرر أن يجازي وعد بدل الجرح جرحين ليرى الذل على وجهها يوما فتجرأ يوما لإخبارها انه على نية الارتباط بها فكانت الفرحة لا تسع الأرض التي هي عليها ، وكانت دائما تتبادل الرسائل على هاتفها مع محمد لا أكثر .
فتقدمت عائلة محمد لخطبة وعد رسميا فتمت الموافقة بعد يومين ، وبما أن عائلة وعد عائلة محافظة لم ترى وعد الشاب الذي تقدم لخطبتها ، فكانت موافقة وعد بلا تردد لأنها عندما علمت بالأمر قيل لها أن جارها الفلاني تقدم لخطبتك لابنه فلم يذكر اسم الابن ، فوافقت وعد بلا تردد ظنا منها انه هو ذاته محمد ولكنها لم تكن تعلم أن هذا الفارس الذي وافقت عليه ليس هو ذاته محمد بل أخيه .
وهاهي الأيام أتت لتعلن احتفال وعد بعقد قرانها ، وهاهي وعد تتزين بأكمل زينتها لتخرج إليهم بعد أن يتم عقد قرانها وعندما أتى القاضي ليتمم عقد القران ، دخل والد وعد لغرفة ابنته وعد وهو حامل بيديه كتاب لتوقع وعد على موافقتها على هذا الشاب فمسكت وعد بالقلم والابتسامة على وجهها ولكنها لم تترك المجال لعينيها ان ترى ما كتب ولو أنها فعلت لرأت انه كتب اسم آخر غير محمد فإذا بها توقع على موافقتها من هذا الشاب الذي هو كل ما تعنيه الحياة لها ،وهاهي دقائق تمر لخروج وعد من غرفتها للاحتفال وهاهي تخطو وعد خطوتها ماشية على درج بيتها وكأن كل خطوة تخطيها تقول الخطوة التي بعدها لا تتقدمي أكثر يا وعد وكأنها تحذرها ، ولكنها كانت وعد لا تسمع إلا صوت قلبها يناديها وهاهي تسمع تلك الألحان تعزف معها نغم الفرح وهاهم الجميع يبارك لها فحان الوقت ليدخل فارس أحلامها ليلبسها الدبلة وهاهو يدخل راشد أخ محمد فكانت وعد من خجلها مطأطئة الرأس ولكن هاهي ثواني لترفع رأسها معلنة الصدمة الكبرى ، نظراتها المتثاقلة تتدرج حتى تكتمل الصورة لديها ويالها من صدمة عندما رأت أن هذا الشاب ليس محمد ومن صدمتها حل السكوت في عالمها وكأن دموع عينيها سجنت في تلك اللحظة تاركة نظرات عينيها تتكلم وسرعان ما اختفت تلك الابتسامة عن وجه وعد وهاهي تسمع والدة محمد تقول مبروك يا ابني راشد ، وسرعان ما ترى وعد احد النساء تسلم على والدة راشد وهي تقول: عقبال فرحة ابنك محمد يارب .
فدارت بها الدنيا ، فعلمت أن المصيبة العظمى أنها أصبحت زوجة راشد وان هذا الذي يقف أمامها هو زوجها على شرع الله ولكنها تمالكت نفسها من شدة الألم وهي تعتصر في داخلها على هذه الصدمة الكبرى .
وهاهي حفلة عقد قرانها انتهت ، فلم تنتظر دموعها طويلا حتى تعلن انكسارها وما أن أغلقت باب غرفتها حتى انفجرت الأحاسيس التي بداخلي والأوجاع التي تعتصرها وما أن أجهضت في البكاء حتى تسمع نغمة هاتفها التي تدل على استلام رسالة وما أن فتحتها وجدت أن محمد أرسل إليها رسالة كتب فيها :
أنسيت بهذه السهولة ما فعلتيه لي أمام الناس ، ا بهذه السهولة نسيت ما رددته لك إني سوف أردها لك يوما ما ، ها أنا اليوم استرد حقي بعدما جعلتك تعيشين في وهم الحب وبعدها جعلتك تعيشين فرحة فارس أحلامك و ياله من فارس أحلام اهذا هو الذي تمنيته ؟ لقد حققت مبتغي اليوم واستطعت أن أرى الذل اليوم على عيناك ، وكل ما تمنيته أن أرى قلبك يبكي دموع الألم ، والآن استأذنك لأني أصبت بالنعاس هنيئا عليك يومك يا زوجة أخي .
فنهالت قواها فلم تستطع قدماها أن تحمل أكثر من حملها فسقطت على الأرض تبكي وتبكي فعلمت أنها ضحية شخص بلا رحمة ، ولكن رغم الصدمة التي عاشتها لم تستطع أن تتفوه بشيء فقررت أن تكمل الطريق الذي وضعت نفسها فيه ، فتحدد موعد الزفاف وهاهي وعد بالثوب الأبيض الذي تراه ولأول مرة كالكفن ، وهاهي تجلس في عالم مليء بالناس بثوبها الأبيض ، والغريب أنها ترى الفرح في وجه الجميع وكأنها تبحث عن وجه حزين ليشاركها حزنها ، وهاهي ترى أخواتها يرقص فرحا في ليلة دمعتها ، ف والله لو علمن عن حالها وقصتها لبكوا الدهر كله حزنا عليها ، فخيل لها أن كل من يأتي ويبارك لها زواجها كأنه آتي ليقدم التعازي لها وهاهو الوقت يمر على حدادها وهاهو زوجها راشد يدخل قاعة الفرح ليقف جانب زوجته وكأنه يساندها وتمت مراسيم الزفاف حتى حان الأوان لكي يدخل إخوانها وإخوان راشد وباقي أعمامها للتهنئة ولأخذ صورة تذكارية ، وهاهي ترى أباها وأعمامها وإخوانها حتى رأت محمد معهم يتقدم للتهنئة ، وهاهو أباها يقترب ليقبلها على رأسها فإذا بها تسقط دمعة من عينيها فحظنت أباها من الألم الذي يعتصرها وكأنها احتاجت للمسة حنان من والدها ليواسيها ويبدأ الإخوان بتهنئة أختهم حتى حان دور محمد ليبدأ بالتهنئة فسلم على أخيه وبارك له زواجه و بارك لوعد أيضا وهو ينظر إليها والدموع على وجهها فنظر إليها بنظرة الانتصار وهو يقول في نفسه : ألم اقل لك أني سوف أجعلك تبكين ألما ......،، وهي كأنها تسمع ما يقوله وتقول : والله انك استطعت أن تحرق قلبي وتجازيني بألم لن أنساه يا محمد لقد انتصرت على قلبي وهزمته واليوم بعد كل هذا بكى القلب لألما أهديته له يوما ، وكأن المكان فضا بمن حوله وبقى السكون يتكلم ، ولكن الجميع لم يقلق على تلك الدموع لأنهم ظنوا أنها دموع الفرح أو أنها حزينة لمفارقة بيت أهلها لاشيء آخر .
وانتهت مراسيم الزفاف لتعلن بعدها بداية لحياة من الألم والجرح الذي لن يبرى يوما ، وأعلن محمد بعدها انتصاره بعد أن استرد كرامته و التي جعلت من قلبه حجر لا يرحم ولا يحس ، وأعلنت وعد بعدها لحظة انكسارها وانهزامها ، ولها من الوقت لكي تتعايش مع الواقع الأليم .
* وايــــــــــــــــــــــــد عليه حب هالمسكينة
كانت ظنونها معاه أكيده ... وأحلامها من الواقع قريبه ... كانت تـــــــــــحلم باحلام كثيرة ... مع اللي تبيه وتريده ...اتركت روحها تحبه وتعنـــي له ... وتسهر على حبه وتدعي له ... أثره ما يستاهل تداري به ... وايد عـــــــليه حــــب هالمسكينة ...ظنت الحب والوفا طريقه ... ما درت درب الحب عـنه بعيده ... ظنت إنها تسوى له ... وتسوى كل شيء في حياته ... مســــــكينة أثرها مـــــن الواقع بعيده ... وأحلامها شبه مستحيلة ...طاحت في واقـــــــع وهي مصدومة ... صدمة ما كانت تعتقدها ... واليوم جاء الواقع يدق الــباب يعزيــــــــــها ... ويهديلها الكفن بيدين هالمســـــــــــــــــــــــــــــــــــكينة